تقرر إسرائيل في الكثير من الأحيان وحدها شن هجوم ما، لكن في نفس الوقت تريد الحصول على دعم المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية. ومنذ حادثة الأسلحة الكيماوية السورية في نهاية أغسطس، طالب الإسرائيليون مرارا وتكرارا المجتمع الدولي بتدمير الأسلحة الكيماوية السورية. كما دعا الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في مناسبات عدة المجتمع الدولي إلى نزع الأسلحة الكيميائية في سورية تماما. وبالرغم من أن الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين تراجعوا عن استخدام القوة ضد سوريا، إلا أن الأسلحة الكيماوية السورية قد دمرت تقريبا.
ووفقا للاتفاق الذي وصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا يوم 14 سبتمبر الماضي حول التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية، ينبغي على الحكومة السورية تدمير كافة القدرات الإنتاجية في المنشآت الكيميائية بالإضافة إلى وسائل إيصال السلاح يوم 1 نوفمبر الحالي، وكانت دمشق قد أتمت المشروع حسب الجدول الزمني. وأكد الخبراء الأمميون وخبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوم 31 أكتوبر، أن معدات إنتاج السلاح الكيميائي المعلنة في سوريا قد دمرت بالكامل أو أبطلت قدرتها على العمل، مشيرة إلى أن دمشق التزمت بالمهمة التي حددها المجلس التنفيذي للمنظمة لهذه المرحلة قبل الأول من نوفمبر 2013.
إن تدمير الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية وفقا للجدول الأعمال لم يحصل على تقدير كامل من قبل إسرائيل، وإنما تلقى غارة عسكرية. ووفقا لما ذكرته وسائل الأخبار، فإن اختيار إسرائيل شن ضربة عسكرية في هذه اللحظة الحرجة يهدف لوقف وصول الأسلحة الكيماوية إلى يد حزب الله. لكن يمكن أن نرى من الغارة نفسها بأن إسرائيل لا تزال حتى الآن قادرة على تحديد الضربة، كما يقال أن إسرائيل شنت الضربة من البحر، ويقال أيضا أن القوات الجوية الإسرائيلية قصفت الصواريخ البعيدة المدى من الأجواء اللبنانية، هذا في حد ذاته يظهر مدى قدرة إسرائيل في جمع المعلومات الاستخبارية والتنفيذ العسكري.
واختيار إسرائيل توقيت شن غارة على موقع عسكري سوري يوافق 1 نوفمبر موعد الانتهاء من المرحلة الأولى من إزالة الأسلحة الكيماوية السورية يظهر جدية تهديداتها وتحذيراتها. كما أن تنفيذ الجيش الإسرائيلي لهذه العملية يحتاج لدعم الاستخبارات الأمريكية، لذلك قد يجعل " الضربة الوقائية" ضد الأسلحة الكيماوية السورية "إصابة عصفورين بحجر واحد": حيث يمنع وصول الأسلحة الكيماوية والصواريخ الإستراتيجية إلى يد مليشيا حزب الله و أيدي المتطرفين الدينيين، ويظهر قدرتها على التعامل مع أي هجمات بالأسلحة الكيماوية المحتملة ضد إسرائيل مع سبق الإصرار، وفي نفس الوقت إرسال رسالة تخويف لإيران،بأن إسرائيل يمكنها تنفيذ تهديداتها المتكررة بشان إمكانية استخدامها القوة لوقف وصول الأسلحة المتطورة من إيران إلى سوريا.
كما أن اختيار إسرائيل توقيت شن غارة على موقع عسكري سوري قبل نهاية المرحلة الأولى من تدمير الأسلحة الكيماوية السورية يهدف إلى إثبات إسرائيل للعالم بأنها تمتلك قوة ردع عسكرية هائلة، وأنها تراقب كل خطوة في عملية تدمير الأسلحة الكيماوية داخل سوريا، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام الحراك السياسي في سوريا .
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn