بث تنظيم "الدولة الاسلامية" تسجيلا مصورا على شبكة الانترنت يوم 31 يناير، يظهر فيه عملية إعدام الصحفي الياباني كينجي جوتو، الذي كان التنظيم يحتجزه رهينة، ليكون الياباني الثاني الذي يقتل بعد أسبوع من بث لقطة تظهر جسد الرهينة الياباني الآخر هارونا يوكاوا، مقطوع الرأس. ويؤكد هذا الحدث تورط مشترك واسع النطاق، ويعكس اشارات عديدة ذات مغزى، جديرة بالتفكير والبحث.
أولا،فشل الجهود الدبلوماسية اليابانية في حل الازمة هو فشل الدبلوماسية اليابانية في الشرق الاوسط
كانت أجواء التفاوض بين الحكومة اليابانية وتنظيم " الدولة الاسلامية" يلفه الغموض لضرورة الحفاظ على سرية الملف، إلا أن نتائج المفاوضات تتحدث عن نفسها، وزيارة وزير الخارجية الياباني ياسوهيدي ناكاياما الى الاردن للتعاون من أجل التوصل إلى حل لازمة الرهائن لم تكن مجدية.
من حيث المبدأ، اليابان لم يكن بيدها أي ورقة مساوى للتفاوض مع " الدولة الاسلامية" لتحرير الرهائن غير الفدية. وقد وضعت اليابان أملها في الأردن لحل ازمة الرهائن في البداية. وقد طلب تنظيم " الدولة الاسلامية" من الاردن الافراج عن ساجدة الريشاوي مقابل اطلاق سراح الرهينة الياباني الثاني بعد مقتل الرهينة الاول. إلا أن الاردن طلبت أن يتم اطلاق الطيار الأردني معاذ الكساسبة مقابل الافراج عن ساجدة الريشاوي. وبالرغم من أن وسائل الاعلام كشفت عن برنامج تبادل الاسرى(2+2)، إلا أن ذلك صعب تنفيذه في ظل الوضع الحالي. ووصلت المفاوضات بين اليابان و" الدولة الاسلامية" الى طريق مسدود ومقتل الرهينتين بسبب عدم توفر أي بطاقة تفاوض في يد اليابان.
ومن منظور آخر، فإن توجه رئيس الوزراء الياباني نحو الاهتمام بمنطقة الشرق الاوسط في بداية العام الجديد تواجهه مشاكل عديدة. وقد قام آبي في بداية هذا العام بجولة في منطقة الشرق الاوسط استهلها بمصر ثم الاردن وإسرائيل وفلسطين واختتمها بتركيا. وقد قضى آبي في زيارته على الدولار من جهة، و على علامة " التعاون الاقتصادي " و" الارهاب" من جهة اخرى. ويعلم جميع العقلاء ان الدبلوماسية اليابانية لا تعرف العزف إلا لحن واحد لتغني مع امريكا، ولا يمكن أن تفلت هويتها الاساسية المتمثلة في " قزم الدبلوماسية". وإن نموذج دبلوماسية " المسالمة النشطة" الذي تبناه آبي منذ تولي منصبه بات دون جدوى. حيث أن ذهاب آبي الى جانب العقوبات الامريكية ضد روسيا في الازمة الاوكرانية أدى الى أن تصبح الجهود التي بذلتها من أجل تعزيز علاقاتها مع روسيا لسنوات عديدة تذهب في مهب الريح. وأثبتت النتيجة المأساوية لازمة الرهائن الياببانية مرة اخرى، أنه على من لا يمتلك القوة أن لا يبرز في الصفوف الامامية.
![]() |
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn