تقرير اخباري: الصين وجامعة الدول العربية يبحثان التشاور والتنسيق في المواقف السياسية والتعاون المشترك

القاهرة 23 أغسطس 2016 / التشاور وتنسيق المواقف السياسية، والتعاون المشترك وتحقيق نتائج زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، كانت المحاور الأساسية للمباحثات التي شهدتها أروقة جامعة الدول العربية.

وعقد السفير لي تشينغ وين سفير شئون منتدى التعاون الصيني – العربي بوزارة الخارجية الصينية اجتماعا اليوم (الثلاثاء) بالقاهرة مع نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي لبحث سبل التنسيق والتعاون المشترك.

وقال السفير لي تشينغ وين سفير شئون منتدى التعاون الصيني – العربي إن زيارته للقاهرة تحمل رسالة هامة وهي أن الصين تتحرك لتنفيذ نتائج زيارة الرئيس شي، قائلا "نحن نتعاون لتنفيذ نتائج الزيارة، وهو ما يتطلب تحركات دؤوبة وعملية من الطرفين".

ولفت لي إلى أن الصين تدفع نحو تحقيق التنمية الاقتصادية وعملية التصنيع في الدول العربية، مشيرا إلى أن هناك إمكانيات ضخمة للتعاون المشترك لنقل التكنولوجيا ودفع التصنيع.

وقام الرئيس شي في يناير الماضي بزيارة منطقة الشرق الأوسط شملت المملكة العربية السعودية ومصر وإيران، ألقى خلالها كلمة مهمة بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.

وأكد الرئيس شي في كلمته أن التنمية هي مفتاح حل كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وفي مقدمتها مكافحة الارهاب والبطالة والفقر.

وتابع لي قائلا "نحتاج لتعزيز التعاون لحماية المصالح الاساسية للدول النامية اقليميا ودوليا"، مذكرا بأن الشعوب العربية والشعب الصيني تبادلوا المعرفة عبر طريق الحرير العريق، وتبادلوا الدعم في قضايا التحرير الوطني والاستقلال، والأن يتبادل الجانبان التعاون والمساعدة في مجال التنمية.

ولفت إلى أن الصين تدفع نحو تحقيق التنمية الاقتصادية وعملية التصنيع في الدول العربية، مشيرا إلى أن هناك إمكانيات ضخمة للتعاون المشترك لنقل التكنولوجيا ودفع التصنيع.

وأشار إلى أن عدد الرحلات الجوية بين الصين والدول العربية يبلغ حاليا 100 رحلة يوميا، بخلاف ما كان عليه الوضع منذ 10 سنوات، كما تم إطلاق الحوار الأكاديمي والمراكز الفكرية والمركز الصيني العربي للبحوث والإصلاح والتنمية لتبادل الآراء في مجال الإصلاح والتنمية،وفي سبيل توطين التكنولوجيا بالمنطقة العربية أفاد لي بأنه تمت إقامة أربعة مراكز للبحوث العلمية المشتركة مع بعض الدول العربية بهدف دعم البحوث العلمية بين الجانبين.

وأوضح أنه تم تنظيم 10 آليات في مختلف مجالات التعاون في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، من بينها مؤتمر رجال الأعمال ودفع الاستثمار، وآلية الصحافة والصحة والحوار بين الحضارات.

يشار إلى أن السفير لي تشينغ وين سفير شئون منتدى التعاون الصيني – العربي، سبق وأن عمل سفيرا للصين في السودان والمملكة العربية السعودية.

وعقب اللقاء، أكد السفير أحمد بن حلي في تصريحات للصحفيين، على أهمية التعاون العربي - الصيني، خاصة وأن الصين من الدول الثابتة في دعم ونصرة القضايا العربية.

ولفت بن حلي إلى أن الجانب العربي هو الأخر ملتزم بوحدة الصين وكل ما يمس وحدتها وسلامتها.

وشدد على أهمية التنسيق والتشاور بين الجانبين العربي والصيني فيما يتعلق بالقضايا السياسية، مضيفا " خاصة واننا مقبلون على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي سيشارك فيها الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط وستطرح خلالها العديد من القضايا العربية".

وأشار إلى أن العالم العربي يتعرض للعديد من الأزمات، ولابد وأن يستفيد من الصين كعضو دائم في مجلس الامن لنصرة القضايا العربية وقضايا الامن والسلم .

ونوه إلى أن الزيارة تستهدف متابعة تنفيذ ما جاء في إعلان الدوحة المنبثقة عن المؤتمر الوزاري الذي عقد بين الجانبين العربي والصيني واستضافته العاصمة القطرية الدوحة مايو الماضي في كافة مجالات التعاون الاقتصادي والاستثمار والثقافة والإعلام.

وقال ، إن المنتدى في دورته السابقة خرج بوثيقتين الأولى إعلان الدوحة والثانية البرنامج التنفيذي 2016 - 2018 والذي يتضمن 18 مجالا للتعاون وخلال اجتماع اليوم طرحنا أيضا موضوع السياحة وكيفية الدفع بالسياحة الصينية للدول العربية .

وأضاف إن هناك مائة مليون صيني يقومون بالسياحة حول العالم فلابد وأن يكون هناك "كوتة " للدول العربية خاصة مصر ولبنان والمغرب والأردن والإمارات.

وأوضح أن هناك تجاوبا من جانب الوفد الصيني مع هذه الأطروحة لتنشيط السياحة الصينية للدول العربية، كما أنه سيكون هناك تعاون في مجال علم الفضاء والتكنولوجيا الدقيقة بين العالم العربي والصين.

وقال السفير خالد الهباس مستشار الأمين العام للجامعة العربية مدير إدارة آسيا وأستراليا، إن الصين تولي اهتماما كبيرا لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي أصبح رافعة وواجهة مشرقة للعلاقات العربية - الصينية في إطارها الجماعي.

وأضاف الهباس في تصريحات للصحفيين، أن تعيين سفير لشئون المنتدى يعد مؤشرا على الاهتمام الذي توليه الصين لدعم علاقاتها مع العالم العربي .

وأوضح أنه تبادل مع الوفد وجهات النظر حول سبل تعزيز العلاقات العربية مع الجانب الصيني في إطار المنتدى الذي تأسس عام 2004 وعقد سبع دورات على المستوى الوزاري والكثير من الدورات على مستوى كبار المسئولين .

واشار إلى أن المنتدى أنشأ أكثر من عشر آليات للتعاون في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والحضارية وفي مجالات الطاقة والتكنولوجيا، مؤكدا أن هناك العديد من الفاعليات التي تقام في إطار المنتدى والتي تهدف إلى تعزيز التعاون العربي مع الجانب الصيني.

يذكر أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية يتخطى 200 مليار دولار .