عدن أول فبراير 2018 /أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن اليوم (الخميس) أن الوضع في مدينة عدن "مستقر" بعد أيام من الاشتباكات الدامية التي شهدتها المدينة بين القوات الحكومية وقوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال.
ووصل وفد عسكري رفيع من التحالف سعودي اماراتي الى عدن الأربعاء لبحث تثبيت وقف اطلاق النار في المدينة، بحسب ما أفاد مصدر حكومي يمني وكالة أنباء ((شينخوا)).
وشهدت المدينة منذ صباح الاحد الماضي وحتى يوم الثلاثاء اشتباكات دامية بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي على خلفية مطالب للمجلس باسقاط الحكومة.
وقال المصدر ان الوفد "بحث مع الاطراف المعنية تثبيت وقف اطلاق النار في المدينة، واعادة الحياة الى طبيعتها".
وأكد وفد التحالف في بيان أصدره في عدن اليوم أن "الوضع في عدن مستقر حيث التزمت الأطراف كافة بالبيان الصادر من قيادة التحالف".
وكان التحالف العربي أصدر الثلاثاء بيانا دعا فيه الاطراف اليمنية الى وقف اطلاق النار واعادة الحياة الى طبيعتها في عدن.
ودعا الوفد في بيانه "الأطراف اليمنية كافة إلى التعامل بحكمة وروية والتركيز على الهدف الرئيسي وهو دحر الميلشيات الحوثية التابعة لإيران".
وشدد الوفد في الوقت ذاته على "أن مستقبل اليمن وبناءه يجب أن يكون هدف الجميع من خلال تغليب المصلحة الوطنية وتجنب الانشغال بخلافات جانبية وضيقة عن الهدف الرئيسي".
وأكد الوفد "أن السعودية ودولة الإمارات هدفهما واحد ورؤيتهما مشتركة وليس لديهما أطماع سوى أن يكون يمن العروبة آمنا ومستقرا وقادرا على التنمية والازدهار".
كما أكد أن السعودية والإمارات "تقفان إلى جانب الشعب اليمني وتقودان جهود المصالحة بين الأطراف اليمنية ايمانا بأهمية أمن واستقرار اليمن والحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وتتخذ الحكومة اليمنية من عدن مقرا لها و"عاصمة مؤقتة" للبلاد منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر من العام 2014.
والثلاثاء، قال مصدر أمني يمني "إن قوات المجلس الانتقالي باتت تفرض سيطرة شبه كلية على مدينة عدن".
وتأسس المجلس الانتقالي في مايو الماضي برئاسة محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي، ويطالب المجلس بانفصال جنوب اليمن عن شماله اللذين دخلا في وحدة اندماجية في 1990.
واعتبرت الحكومة اليمنية أن ما حدث في عدن "انقلابا على الشرعية ومشروع الدولة الاتحادية" في اليمن.
وقالت الخارجية اليمنية في بيان اليوم ان "عدن شهدت خلال الأيام الماضية محاولة انقلاب فاشلة على الحكومة الشرعية نفذتها مليشيا ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي".
واعتبر البيان أن "ما قام به المتمردون في عدن من محاولة انقلابية وتوجيه مليشيات عسكرية خارج إطار القيادة العسكرية، يمثل انتهاكا سافرا لقرار مجلس الأمن 2216 وتهديدا لأمن المنطقة وخروجا عن الهدف الذي من أجله أنشئ تحالف دعم الشرعية" في اشارة للتحالف العربي بقيادة السعودية.
كما اعتبر البيان ان ذلك التطور "يقوض جهود إنهاء الانقلاب الحوثي ويخدم اجندات أخرى تتعارض مع وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه وتضر بالمصلحة العليا للجمهورية اليمنية".
وبحسب البيان، فان "الحكومة اليمنية، التي تواصل عملها في العاصمة المؤقتة عدن، ستعمل بكل الوسائل للحفاظ على مصالح الشعب اليمني ووحدة اليمن وأمنه واستقراره واستقلاله وسلامة أراضيه".
ويشهد اليمن منذ قرابة ثلاثة أعوام حربا بين القوات الحكومية مدعومة من تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية، ومسلحي جماعة الحوثي، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر من العام 2014، بالإضافة إلى معظم محافظات الشمال اليمني.