تعليق: هل يصيب بشار في حساباته؟ (2)

من جهة أخرى، يساهم التدخل الأجنبي العميق في خلق مزيد من الإضطراب داخل سوريا. فنظرا للأهمية الجيوسياسية لسوريا، والتحالف السوري الإيراني، والصراع السني الشيعي وغيرها من العوامل الأخرى، تمارس أمريكا، الإتحاد الأوروبي، روسيا، السعودية، قطر وإيران تدخلا في سوريا مدفوعا بمصالح جيوسياسية مختلفة. وإلى حد ما يمكن القول، أن الحرب الأهلية الدائرة بين بشار والمعارضة هي حرب وكلاء. حيث تسعى أمريكا، الإتحاد الأوروبي، السعودية وقطر إلى قلب الإطاحة بالنظام السوري، لذلك لاشك بأنهم غير راضون على الإنتخابات التي سيجريها نظام بشار، وعلى ضوء ذلك سيوفرون المزيد من الدعم المالي للمعارضة لتوحيدها، في محاولة لتحقيق منعرج، وهذا سيكون على عكس توقعات بشار.

أخيرا، يعد الإرهاب الخطر الأكبر الذي تواجهه سوريا في تحقيق الأمن والإستقرار. حيث توجد داخل المعارضة السورية، أطراف تربطها علاقات قوية مع جبهة النصرة، "دولة العراق والشام الإسلامية"و غيرها التنظيما الإرهابية المتطرفة. وفي ظل السعي إلى الإطاحة بنظام بشار، وتأسيس الدولة الإسلامية، يقتلون المدنيين من جهة، ومن جهة أخرى، تقاتل مع أطياف المعارضة الأخرى لتوسيع سلطتهم. وفي هذا الصدد تخشى أمريكا من تسقط مساعداتها العسكرية والمالية للمعارضة في يد التنظيمات الإرهابية، وفي حال غيرت هذه التنظيمات فوهة بنادقها، فإن أمريكا وأوروبا والسعودية، سيتعرضون إلى خسائرة كبيرة.

وبالنظر إلى التطورات المستقبلية، فإن الصراع بين نظام بشار والمعارضة سيستمر على ساحة الحرب وفوق طاولة المفاوضات. ورغم أن نظام بشار قد إستعاد بعض المناطق التي خسرها على الميدان، لكن ذلك يعد إنتصارا ظرفيا. لأن كل الإنتصارات التي ستتحقق قبل التدخل الأمريكي لن تكون إلا ظرفية. لذلك، وبالنسبة لنظام بشار، يعد التواصل إلى إتفاق مع المعارضة في ظل تحقيقه إنتصارات على الأرض، وتأسيس حكومة أكثر شمولية وتمثيلية، الخيار الأفضل بالنسبة له.

(تشاو جيانمينغ: نائب مدير غرفة أبحاث إستراتيجيات الدول الكبرى بمركز أبحاث العلاقات الدولية بأكاديمية شنغهاي للعلوم الإجتماعية.)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/