تعليق: هل يصيب بشار في حساباته؟

تتواصل الحرب الأهلية في سوريا للعام الثالث على التتالي، حيث أحرقت نيران الحرب الأخضر واليابس. وفي ظل إستمرار القتال، تستعد سوريا لتنظيم جولة جديدة من الإنتخابات الرئاسية في يوليو المقبل. لكن رغم ذلك، يبقى من الصعب التفاؤل بدور الإنتخابات الرئاسية في تهدئة الوضع في سوريا، بل على العكس قد تزيد هذه الإنتخابات الطين بلة.

أولا، هذه الإنتخابات ستواجه بتشكيك غربي عام. نظرا للتجاذب بين حكومة بشار والحكومة المؤقتة المشكلة من المعارضة والتي تحظى بدعم أمريكي وأوروبي، إذ يصرح كل منهما بأنه الممثل الشرعي للشعب السوري. ورغم أن بشار لديه منطقه السياسي والزمني في الدفع بالإنتخابات، لكن في ظل رفض الإقتراح الذي تقدمت به المعارضة حول إعادة تشكيل حكومة جديدة أثناء محادثات جينيف في بداية العام الحالي، والإنتصارات المتتالية التي حققها جيش بشار، يبقى نظام بشار غير قادر على تغيير الوضع الحالي أو تجاهل ما أفضت إليه جهود الوساطة الدولية في جينيف من خلال تنظيم الإنتخابات الرئاسية. زد على ذلك، مؤهلات المشاركة في الانتخابات، مثل "الترشيح من قبل 35 عضو البرلمان"، يعد أمرا غير منصفا. لذا فإن الغرب سينتقد الإنتخابات السورية على كونها إنتخابات يديرها بشار بنفسه وفصلها على قياسه ليتسنى له مواصلة رئاسة سوريا.

ثانيا، يعود عدم الإستقرار في سوريا إلى بنية الحكم التي على شكل هرم مقلوب. وبالنظر من زاوية العلاقة بين الطوائف الدينية والشعب، نجد بأن الطائفة العلوية التي تعد الأقلية هي الأكثر تغلغلا في الطبقة الحاكمة، في حين أن الطائفة السنية التي تمثل الأغلبية تعد طائفة محكومة. لذا أسهمت الإضطرابات التي شهدها الشرق الأوسط في إرباك بينة الهرم المقلوب. حيث تعمل المعارضة على قلب نظام بشار، وتحقيق حكم الطائفة السنية. وبقطع النظر عن إمكانية تحقيق هذا الهدف أولا، يبقى إدماج المزيد من الممثلين السنة داخل منظومة الحكم، بما في ذلك مشاركة مختلف الجهات السنية، أحد العوامل الرئيسية لإستقرار بنية الهرم المقلوب في سوريا. وهكذا فقط، يمكن للمجتمع السوري أن يستعيد إستقراره.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/