بكين 12 يناير 2018 /حظي الاتصال والحوار المباشر المستأنف بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وكوريا الجنوبية بثناء وتشجيع على نطاق واسع من قبل زعماء العالم على الرغم من أنهم يعتقدون أنه ما تزال هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود.
وعقدت كوريا الديمقراطية وكوريا الجنوبية يوم الثلاثاء حوارا بين الحكومتين في قرية الهدنة بانمونجوم في المنطقة العسكرية المشددة التي تقسم شبه الجزيرة الكورية، حيث يعد الأول من نوعه منذ حوالي عامين.
-- أجواء إيجابية
وأجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثة هاتفية يوم الخميس مع نظيره الكوري الجنوبي موون جاي-إن للحديث حول قضية شبه الجزيرة الكورية والعلاقات الثنائية.
وذكر الرئيس شي أن الصين تدعم الجانبين في تعزيز الحوار والتبادلات بين الكوريتين من أجل التقدم تدريجيا في تسوية قضية شبه الجزيرة الكورية.
وقال شي لموون إن الصين دعمت على الدوام تحسين العلاقات بين كوريا الجنوبية وكوريا الديمقراطية، وكذلك المصالحة والتعاون بينهما.
ولفت إلى أن الصين في العام الجديد مستعدة للعمل مع كوريا الجنوبية لتعزيز الاتصالات الإستراتيجية ، وتعزيز التعاون العملي، والتعامل بشكل ملائم مع القضايا الحساسة، والسعي لتحقيق المزيد من الإنجازات في العلاقات الثنائية، والعمل معا على تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي نفس اليوم، قالت وزارة الخارجية الصينية إن الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية من الأطراف المعنية مباشرة في القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية، مشددة على أن الصين تأمل في أن تتحرك الدولتان في الاتجاه ذاته و"اتخاذ خطوة هادفة" بشأن الحوار والاتصال .
وجاءت هذه التصريحات في أعقاب محادثة هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وموون يوم الأربعاء ، قال فيها ترامب إنه سيكون منفتحا على إجراء محادثات في وقت ملائم وفي ظل وضع صحيح إذا ما رغبت كوريا الديمقراطية في ذلك.
-- اهتمام دولي
وفي تطور آخر، أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الخميس محادثات مع ترامب عبر الهاتف، حيث بحثا خلالها القضايا المتعلقة بإيران وكوريا الديمقراطية.
وأشاد ماكرون بالمحادثات الأخيرة بين الكوريتين باعتبارها "إشارة إيجابية"، مضيفا أن "استمرار سياسة مجلس الأمن الدولي الحازمة ستؤدي إلى حل سياسي والتحرك قدما نحو نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية".
وقال الرئيس الدوري لمجلس الأمن ، خيرات عمروف، بعد يوم من المحادثات رفيعة المستوى بين الكوريتين، إن "أعضاء مجلس الأمن أشاروا إلى أن مثل هذا الحوار الأولي بين الدولتين الكوريتين يمكن أن يفتح إمكانيات لإشاعة الثقة وبث الاطمئنان في شبه الجزيرة الكورية، للحد من التوترات والدفع نحو نزع السلاح النووي".
بيد أنه شدد على أنه بالرغم من التطور الإيجابي ، فإن مجلس الأمن لن يتزحزح عن موقفه بشأن العقوبات المفروضة على كوريا الديمقراطية لبرامجها الخاصة بالسلاح النووي والصواريخ الباليستية.
-- تفاؤل حذر
وأعرب تروي ستانغارون، كبير مديري الجمعية الاقتصادية الكورية، وهي مؤسسة غير ربحية مختصة بأبحاث السياسات ومقرها واشنطن، عن اعتقاده أنه "من غير الواقعي أن نتوقع من (بيونغ يانغ وسول) أن تحققا الكثير نظرا لأحداث السنوات القليلة الماضية، وإذا كان بإمكانهما المساعدة في الحد من التوترات وإقامة دورة ألعاب أولمبية ناجحة، فإن ذلك يعتبر نجاحا لهما".
وفيما يتعلق بإجراء محادثات مباشرة بين ترامب والزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية كيم جونغ أون، اتفق خبراء أمريكيون على أن هذا الاحتمال يبدو ضئيلا في المستقبل القريب.
وقال ستانغارون إن "الرئيس ترامب انتقل من التعبير عن استعداده لإجراء محادثات مع كيم جونغ أون إلى الإشارة بأن هذه المحادثات تعد مضيعة للوقت"، مضيفا أن "إجراء محادثة رئاسية مع كيم جونغ أون ليست شيئا يستهان به".
وكتب جون ديلوري، الخبير الشهير في شؤون كوريا الديمقراطية، في مقال له، إنه "للمضي قدما، فمن الأهمية بمكان أن يدرك صناع السياسة والخبراء الإستراتيجيون الأمريكيون أنهم يشاركون في كتابة مستقبل الكوريتين".
ولفت ديلوري إلى أنه بدلا من إصدار تحذيرات استعلائية لسول، فإن واشنطن ستفعل حسنا عبر دعم مبادرة موون، والبقاء في تنسيق وثيق معه، وحتى الأمل بالحصول على رؤى من الانخراط المباشر مع النظراء في كوريا الديمقراطية.